تتنوع المخاطر المرتبطة بمشاريع البناء في طبيعتها بغض النظر عما إذا كنت لأغراض سكنية أو تجارية أو بنية تحتية.
وفي معظم الحالات التي لا يتم فيها معالجة أو إدارة هذه المخاطر قد تكون النتائج كارثية حيث يمكن أن تؤدي إلى انهيار المشروع أو حتى انهيار شركة المقاولات نفسها
ومن هنا تظهر أهمية إدارة مخاطر المشاريع الهندسية وما تمثله من ضرورة للشركات العاملة في هذا القطاع حيث تشكل استراتيجية واضحة قابلة للتطبيق لضمان بقاء واستمرار هذه الشركات على قدر من التنافسية .
لذا ، فما هي أفضل طريقة لضمان إدارة مخاطر مشاريعك الهندسية بطريقة فعالة؟
بشكل أساسي ، تتطلب الشركات العاملة في مجال المقاولات و البناء القيام بإجراءات قوية و سهلة التنفيذ و المتابعة في الوقت ذاته لضمان سير الشركة و المشروع في الاتجاه الصحيح.
عادةً ما تتعرض الشركات العاملة في مجالات البناء والتشييد إلى عدد كبير من المخاطر تكمن إما بعدم اليقين بالنتيجة النهائية التي سيصل لها المشروع أو نتيجة لقرار ما أو خطة معينة
و من هنا ينشأ الخطر حيث أن عدم اليقين بالنتيجة التي سيصل لها المشروع يولد احتمالات إما أن تتجاوز النتيجة التوقعات المرجوة للمشروع أو العكس
على أي حال قد تؤدي المخاطر بالنسبة للعاملين في مجالات البناء والتشييد الى تكاليف غير متوقعة و لا يستجدى منها أي ربح.
و بصورة عامة يتم تصنيف المخاطر التي تتعرض لها المشروعات الهندسية الى صنفين:
- مخاطر طبيعية
- مخاطر بشرية
يكمن الفرق بين المخاطر البشرية والطبيعة بأن المخاطر البشرية هي تلك المخاطر التي يتسبب بها الإنسان من خلال الأنشطة البشرية المختلفة في حين أن المخاطر الطبيعة تنشأ من الكوارث الطبيعية بأشكالها المختلفة
تشكل الأحوال الجوية السيئة مثل الفيضانات و الصواعق والأعاصير خطراً كبيراً يهدد نجاح المشاريع الهندسية على سبيل المثال إذا كان هناك هطول مستمر للأمطار لمدة شهر دون توقف في حين أن المشروع لا يزال قائماً فقد تكون عملية تسليم المشروع في الموعد المحدد أمراً في غاية الصعوبة. وجميعنا يستذكر هنا السيول التي ضربت مدينة جدة عام 2011 و عام 2017 و ما تسببت به من كوارث في شتى المجالات و أبرزها قطاع البناء.
و بصرف النظر عن الظروف الجوية السيئة يمثل التلوث عامل خطر آخر عند الحديث عن المخاطر الطبيعية لما تحمله الغازات الضارة و النفايات من آثار سلبية على البيئة و التي من الممكن أن تؤثر بدورها على جودة مشروع البناء.
تشكل الجيولوجيا والمسائل الجغرافية نوعاً آخر من المخاطر الطبيعية التي تواجه قطاع البناء والتشييد.
و تكمن عوامل الخطر ضمن هذه الفئة عند حدوث كوارث مثل الزلازل أو الصدوع الجيولوجية
و بشكل رئيسي عندما تختلف عوامل الخطر عما هو متوقع مما يؤدي الى زيادة نفقات معينة كنفقات الحفر على سبيل المثال.
و بالرغم من أن تقارير الخرائط الجيولوجية قد توضح نوع التربة التي يمكن التعامل معها إلا أنه لا يزال يتوجب على المقاولين الاعتماد على تجاربهم و خبرتهم في أنواع التربة المختلفة وما يمكن أن ينجم من مخاطر هذا بالإضافة الى أهمية دراسة حالة وتاريخ موقع مشروع البناء المقترح لاتخاذ القرارات المناسبة بشأن تقييم مخاطر النظم الجيولوجية على موقع المشروع.
ترتبط هذه الأنواع من المخاطر بشكل رئيسي بتمويل المشروع حيث يمكن أن تؤدي الأحداث المحلية والعالمية إلى تعديلات غير متوقعة في أسعار الفائدة و درجة القدرة على السداد وكذلك التضخم و كفاية رأس المال والإنفاق وغيرها..
و على الرغم من أن تقييم المخاطر في مرحلة ما قبل البناء يمكن أن يوفر المعلومات اللازمة بشأن إمكانية تنفيذ المشروع إلا أنه على سبيل المثال هناك حالات قد يرتفع فيها سعر مواد البناء الضرورية فجأةً وفي حالات أخرى يمكن للموردين سحب التمويل.
في هذه الحالة تمثل الأنشطة الإجرامية مثل التخريب والحرق المتعمد والتدمير أو سرقة معدات البناء وأعمال التخريب المختلفة بعض عوامل الخطر التي تهدد المشاريع الهندسية.
و قد ينجم عن هذا النوع من الأعمال مخاطر كبيرة تتمثل في تأجيل المشروع في حال البدء بعملية قانونية و تزداد الخطورة في حال القيام بإجراء قانوني مطول قد يؤدي الى توقف المشروع لفترة طويلة من الوقت.
حيث تمثل البنود المذكورة في العقد بعض المخاطر القانونية في قطاع البناء و التشييد.
على سبيل المثال الغرامات التي يطالب المقاول بدفعها في حال عدم اكتمال المشروع ضمن الوقت المحدد.
مما لا شك فيه أن مواقع البناء يمكن أن تكون عرضة للفيروسات والأمراض المعدية.
فإن ظهور وباء صحي أو حتى جائحة مثل أزمة “كوفيد-19” المستمرة يشكل خطراً صحياً جسيماً على مواقع البناء.
كما تشكل الحوادث الناتجة عن الأخطاء أو الإهمال أثناء استخدام الآلات والمعدات مخاطر صحية أخرى قد يتعرض لها المقاولين.
وتشمل هذه المخاطر المخططات الهندسية والتصميمات السيئة وعدم توافر الموارد
على سبيل المثال فإن نقص العمال والموظفين المؤهلين وكذلك الأمور المتعلقة بموقع مشروع البناء وصعوبة الوصول إليه يمكن أن تؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها للمشروع هذا بالإضافة الى أعطال الآلات والمعدات وما تسببه من مخاطر تقنية أخرى للمقاولين.
في حين أن مخاطر المشاريع الهندسية قد تكون متنوعة ومعقدة فإن إجراءات إدارة هذه المخاطر غالباً ما تتبع القواعد الأربعة التالية:
- تجنب المخاطر
- نقل المخاطر
- تخفيف المخاطر
- قبول المخاطر
الموارد المستخدمة في إدارة مخاطر المشاريع الهندسية تشمل مايلي:
- أدوات البرمجيات
- التأمين
- النصيحة المهنية
- التقنيات والأساليب الحديثة
سواءً تم استخدام هذه الادوات في تصميم المباني أو إدارة المشروع أو الإشراف المالي أو أي جوانب أخرى في قطاع البناء و التشييد. حيث يمكن أن تساعد البرامج المناسبة لإدارة مشاريع البناء في تبسيط المهام وتحسين الكفاءة كما تساعد أيضاً في التخفيف من المخاطر المصاحبة.
يمكن أن يقدم لك وسيط التأمين نصائح حول ما قد تُلزم به عند القيام بالتأمين على مشروعك (الالتزامات الحكومية)
بالإضافة إلى ذلك يمكن لوسيط التأمين المساعدة في تحديد كمية ونوع المخاطر و مساعدتك في الحصول على التغطية التأمينية الأنسب لاحتياجات مشروعك .
وهنا تجدر الاشارة بأن بعض المخاطر في قطاع البناء غير قابلة للتأمين.
تشمل نصائح الأشخاص ذو الخبرة العالية بإدارة المخاطر المرتبطة بقطاع البناء على سبيل المثال شركات المحاماة التي تنشط في هذا المجال ( عقود البناء والدعاوى القضائية) و كذلك الأعمال المصرفية ومؤسسات المحاسبة ومستشاري البناء بالإضافة الى أصدقاء العمل.
حيث يساعد التقدم التكنولوجي الآن في إدارة بعض المخاطر أو حتى التخلص منها نهائياً باستخدام التقنيات الحديثة على سبيل المثال يمكن معالجة المخاطر المرتبطة بالظروف الجوية السيئة باستخدام بعض المواد المصنعة مسبقاً والتي تعمل بدورها أيضاً على توفير الوقت في إنجاز المشروع.
و الذي يشمل قسمين مختلفين
- الأضرار المادية
- المسؤولية تجاه الغير
الأضرار المادية: تحمي هذه التغطية شركتك من أي خسارة أو ضرر مادي غير متوقع ناجم عن أي سبب كان بعيداً عن الأسباب المستثناة بشكل واضح في وثيقة التأمين
في معظم الحالات ، تغطي هذه الوثيقة مخاطر مثل:
- الحرائق
- الصواعق
- الانفجارات
- انزلاق أرضي أو صخري أو هبوط للأرض
- المخاطر الطبيعية
- السرقة
لمسؤولية تجاه الغير: تغطي هذه الوثيقة جميع التكاليف التي تلزم الطرف “المؤمن عليه” قانونياً دفعها كتعويض في حالة:
- الإصابات الجسدية والتي يرجع سببها المباشر أثناء عمليات التشييد بغض النظر عما إذا كانت مميتة أم لا.
- الخسارة أو التلف الغير متوقع في ممتلكات الآخرين أثناء عملية البناء و التشييد.
توفر وثيقة التأمين هذه الحماية الشاملة ضد جميع مخاطر البناء المرتبطة بالتخزين والتركيب واختبار الآلات والمعدات والتشغيل التجريبي لها مالم يتم استثناء شي محدد ضمن الوثيقة ذاتها.
في حالات معينة، يمكن لشركات البناء طلب توسيع وثيقة التأمين للتأكد من أنها تغطي مسؤولية تجاه الغير فيما يتعلق بالأعمال التي يتم تنفيذها في موقع البناء.
تضمن هذه الوثيقة حماية الشركات من الخسارة أو الضرر غير المتوقع نتيجة للأعطال التي قد تصيب الآلات والذي يستوجب إصلاح هذه الآليات أو استبدالها و ما يرافقها من مخاطر مثل:
- عيوب الصب والمواد
- التصميم الخاطئ
- لأخطاء التي تحدث في موقع البناء
- إساءة الاستعمال وقلة الخبرة
- التركيب والتصنيع السيء
- الانفجار المادي والتمزق بسبب قوة الطرد المركزي
- التلف
- الالتماس الكهربائي
- نقص المياه في المراجل
تعد مخاطر المشروعات الهندسية معقدة وصعبة الإدارة بشكل عام و يستدعي هذا الجانب القيام بمقاربات نظرية وعملية في كيفية التعامل معها.
وقد ثبت أن الفشل في معالجة هذه المخاطر هو السبب الرئيسي لعدم القدرة على تحقيق الأهداف المرجوة للمشروع أو تكبد تكاليف إضافية تجاوز الميزانية أو الفشل في إنهاء المشروع ضمن الموعد المحدد.
و تصبح هذه التحديات أكثر صعوبة كون مشاريع البناء لديها جداول زمنية طويلة الأمد ومخصصات مالية ضخمة بالإضافة الى الأعداد الكبيرة للمساهمين.
إن الحصول على وثيقة تأمين لتوفير الحماية ضد مخاطر معينة من شأنها أن تؤدي إلى الخسارة في حال وقوعها تمثل إحدى الطرق الرئيسية لإدارة المخاطر. على سبيل المثال إذا تم تخريب قطعة أساسية من المعدات وكان المقاول بحاجة إلى الاستثمار في نفقات إضافية اخرى غير مخطط لها يمكن أن تغطي وثيقة التأمين هذه الخسارة.
إذا ما هي فوائد إدارة مخاطر مشروعك الهندسي من خلال وثيقة التأمين؟ بالدرجة الأولى:
- توفر وثيقة التأمين الأمان المالي لأعمالك حيث تقوم بالتعويض عن أي ضرر أو خسارة ناتجة عن عامل خطر مغطى تأمنياً أو أي أضرار في البناء أو فقد المواد.
- يمكن أن يؤدي أي ضرر يحدث للمشروع إلى نزاعات حول التعويض والمساءلة ومع ذلك فإن وجود وثيقة تأمين ضد مخاطر البناء يمكن أن تساعد في حل النزاعات المتعلقة بالتعويض.
- أن توسيع وثيقة التأمين يساعد في حماية أعمالك من آثار المخاطر الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل و هنا تجدر الاشارة الا أن تغطية هذه الأنواع من المخاطر قد تتطلب ميزانية أعلى.
- إن الحصول على وثيقة تأمين ضد مخاطر البناء قد يكون شرطاً أساسياً في سبيل الحصول على قرض مصرفي ضروري لتمويل المشروع حتى اكتماله و لذلك يمكن لهذه التغطية التأمينية أن تساعد في تحسين مصداقية شركتك وحماية أموال المقرض.